الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين,,, كثير من الناس يرغب بصحة وخير وعافية في جسده ونفسه, وهذا مطلبٌ حميد في ذاته, لأنه يعين الأنسان على الخير والطاعة, لذلك كان لها أسباب معينة, ووسائل وطرق منشودة من أجل الحصول على صحة وجمال في الجسد ولياقة بدنية جيدة, وهنا في هذا الموضوع أحببت الكتابة عن بعض الأسباب التي تعين على ذلك, وليس هدفي منها الحصر أو منع غيرها من الدخول بأصلها, لأن البلاغ والبيان هو هدفي منه . وقد أستحسنت الكتابة في هذا الموضوع خصوصاً مع غياب الكثير من لاعبي منتخبنا الوطني, ولاعبي الأندية المحلية الكويتية, وللأسف الكثيرين من الرياضيين بشتى الرياضات في بلادنا, وكذلك عامة الناس, وذلك بسبب النظام والأعراف السائدة, والتي بعض منها لا يعين إلا على الفساد في البدن والوقت والمال, خصوصاً فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات . ومن تلك الأسباب المعينة على لياقة بدنية جيدة * المحافظة على الصلوات في أوقاتها : فالصلاة هي عامود الدين, وهي خمسة وفي خمسة أوقات كما فرضها الله عز وجل على رسوله وعلى أمته من بعده, وهي من ثوابت الحفاظ على الصحة والبدن, والبعد عن الكسل, وأراحة الجسد من الهموم والمكاره بذكر الله عز وجل, والله تعالى يقول في سورة الرعد : [ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب * صيام الأيام المسنونة قدر الإمكان : الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب وما في حكمهما من شروق الشمس إلى غروبها, وهي فرض في رمضان, ومسنونة في غيره, لذلك ففيها خير كثير على نفس الإنسان وعلى تعلمه للصبر, والإمتناع عن ما أحبه في فطرته من طعام وشراب وجماع, لأن في كثرة الطعام والشراب والجماع مهلكة للجسد, وإفراط في ذهاب فائدته, لذلك كان الصيام معين على بناء صحة وجسد قوي, وبدن جيد . * النوم والقيام مبكراً : قال سبحانه وتعالى : [ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) ] فلذلك كان في النوم المبكر والقيام مبكراً لصلاة الفجر صحة وكل خير للبدن, ففيه تعود الجسد بالبعد عن الكسل, وإعانة على المران والصبر في الرياضة والمثابرة على دوام الصحة الجيدة, خصوصاً وأن الإنسان بحاجة للنوم من أجل إراحة الجسد وأعادة تأهيله من أجل العمل والحركة الجيدة لليوم التالي, فلذلك كان فيه خير كثير للإنسان . ومن فوائد ذلك تعود الإنسان على الأهتمام بالوقت, وثباته على الأستفادة من وقته بأكبر قدر ممكن, لأن الأعمار تفنى وتبقى الأعمال . * المحافظة على الأكل الصحي المتوازن : من العادات السيئة المنتشرة في مجتمعاتنا خصوصاً في دولنا الخليجية, تعود الناس على الزيادة في الطعام والشراب فوق الحاجة, ومن ذلك الإفراط في أكل الأرز بشكل يومي وفي كل نهار وليل . وهذا خطأ كبير, خصوصاً وأن الأرز والمسمى بين عامة الناس بـ" العيش " لا يتكون في غالبة إلا من الدهونات التي في غالبها قد لا يحتاجها الإنسان إلا بنسبة أقل مما يحتاجه بشكل يومي, ففي الإفراط الزائدة بأكله فساد للبطن والجسد, وإضعاف له, وتسبب بالأمراض, خصوصاً مع مصاحبة هذه العادة لكثير من الولائم المتعارف عليها في بلادنا, والأعتدال به خير للجسد وصحته . ومن الأخطاء المنتشرة كذلك, أشباع البطن بالطعام بشكل مفرط, رغم أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قال : ( ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، يحسب أبن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه الترمذي وأبن ماجة . فلذلك كان الواجب الصحيح المحافطة على النظام الصحيح في الطعام والشراب, والأكتفاء بما يكفي للجسد وإشباعه قدر الحاجة من دون إفراط ولا تفريط . * عدم الإنشغال في الأمور التي تسبب الهموم دون حاجة : الهم قاتل للنفس, مزيل لصحة العقل والبدن, خصوصاً مع البعد عن ذكر الله والصبر وقت المشاكل والمحن, ولذلك لأن الهم يجعل الإنسان ينشغل في أمور لا يستطيع فكها, إلا بعمل الأسباب والتي منها دعاء الله عز وجل . والهم قاتل للصحة النفسية الإنسان, كما أن المرض قاتل للصحة البدنية للإنسان, وذلك لأن النفس والبدن مرتبطان ببعضهما, فصحة كل واحد منهما مرتبطة بالآخر, كما أن بعض الناس يزيد مرضه بسبب زيادة همه . وعلاج ذلك الصبر والوثوق بالله عز وجل ورحمته, فلذلك كان البعد عن الهموم وأسبابها معينة على صحة بدنية جيدة, سواء كانت صغيرة أم كبيرة هذه الهموم . * معالجة النفس من الأمراض : كثير من الناس عندما يلاحظ أنه متعب في شيء من جسده يهمله, وهذا خطأ, فالصحيح أن يعالج ما به من الأمراض ومعالجتها, حتى أن يكون في صحة بدنية جيدة, مبتعداً عن الأمراض صغيرها وكبيرها . * قلة الجماع والأمتناع عن شرب الخمور : كثرة الجماع مهلكة للجسد, مفرغة له ولصحته, والصحيح الأعتدال به حسب طبع الأنسان وما يهواه, وكثرته تسبب الملل والضجر وذهاب الصحة البدنية للإنسان مع وقته وصحته ولياقته . والخمر أم الخبائث, ففيها كل سوء وشر, وفسادها واضح لا يحتاج لشرح كثير . * المحافظة على التدريبات بشكل يومي ما بين قلة وكثرة : التدريبات البدنية من أفضل الوسائل المعينة على اللياقة البدنية الجيدة, خصوصاً مع تناسقها بشكل يومي مع عمل الإنسان وحركته . ومن ذلك الجري بشكل يومي لمسافة جيدة حسب قدرة الشخص, وعمل التدريبات المعروفة بالتدريبات الـ" سويدية " لأنها تساعد الجسد على بروز طبيعة الجسد على أصله, والحصول على لياقة جيدة وفق طول الجسد ووزنه المناسب له . وهذا شيء مفيد كثيراً, خصوصاً مع جعل الإنسان هذا الشيء مرتبط بشؤونه اليومية, لأنها تساعده على الحصول على لياقة وصحة بدنية جيدة . * الأبتعاد عن التدخين وأهله : التدخين مضرة في الجسد والمال, والجالس بجانب المدخن يحصل له من الروائح الكريهة والمضرة البدنية خصوصاً في صدره أكثر مما يحصل عليه المدخن نفسه . والتدخين محرم في الشرع كما أنه محرم بعقول الناس الأصحاء, وفساده واضح, وهو أحد الأسباب الرئيسية لكثير من الأمراض المنتشرة بين الناس . ومن الظواهر الغريبة الموجودة بين لاعبينا في الكويت أنتشار التدخين بينهم, كما أنه ينتشر شرب " النرجيلة " والتدخين بين الكثيرين منهم, وهذا شيء سيء خصوصاً وأن الكثيرين من الشباب ينظرون لهم بأنهم قدوة اللاعبين الصغار الناشئين .
|